التكامل الأوروبي في دستور جمهورية مولدوفا
الدستور الجديد لجمهورية مولدوفا، المعدل بموجب استفتاء 20 أكتوبر/ تشرين الأول، نشر في الصحيفة الرسمية لكيشيناو.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 15.11.2024, 19:18
جمهورية مولدوفا تبنت الاندماج في الاتحاد الأوروبي كهدف استراتيجي، وذلك عبر تعديل الدستور. القرار، الذي حظي بالموافقة عقب الاستفتاء الذي نظم في 20 أكتوبر/ تشرين الأول، ونشر، يوم الأربعاء، في الصحيفة الرسمية. قضاة المحكمة الدستورية أكدوا، نتيجة الاستفتاء في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، بعد أن قررت اللجنة الانتخابية المركزية أنه صحيح، حيث بلغت نسبة المشاركة في صناديق الاقتراع ما يزيد قليلاً عن 50%.
الاستفتاء، نظم بمبادرة من الرئيسة/ مايا ساندو، التي فازت بولاية جديدة، عقب انتخابات الشهر الماضي. وهكذا، في الصيغة الجديدة، ينص القانون الأساسي على أن الاندماج في الاتحاد الأوروبي هو هدف استراتيجي للدولة، وأن المسار الأوروبي لا رجعة فيه، وأن هوية شعب جمهورية مولدوفا أوروبية. النسخة الجديدة من الدستور تتضمن أيضًا حقيقة أن اللغة الرومانية هي لغة الدولة الرسمية في جمهورية مولدوفا.
المحللون يؤكدون أن على الرغم من أن القوى الموالية للكرملين قد تحاول تخريب التكامل الأوروبي للدولة المجاورة، الذي أصبح الآن هدفا استراتيجيا، لكن من الصعب أن نصدق أنها ستكون قادرة على تشكيل أغلبية في الوقت المتبقي. يوضح المحلل السياسي/ أندريه كورارارو:
“من الواضح أن القوات الموالية للكرملين ستختار شن حملة صعبة. قد يكون لدينا تخريب في جوانب مختلفة تتعلق بتنفيذ إطار المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي عبر مظاهرات عامة ومسيرات واحتجاجات قد تصبح عنيفة، لتظهر لبروكسل، ضمنيا، أن جمهورية مولدوفا، في الواقع، ليست مؤيدة لهذه الدرجة لأوروبا، و ن تعديل الدستور، لا يغير جوهرياً من الوضع في البلاد”.
وبدوره، يرى الرئيس السابق للمحكمة الدستورية في كيشيناو/ أليكساندرو تاناسيه، أن تعديل الدستور عبر نصوص صوت عليها في الاستفتاء، هو قرار وتصرف حصري للمحكمة الدستورية فقط. أليكساندرو تاناسيه:
“طالما أن المحكمة الدستورية، باعتبارها السلطة الوحيدة التي تحظى باختصاص دستوري، وتتمتع بسلطة التحقق من دستورية تعديلات الدستور، قررت أن هذا التعديل قانوني وشرعي، لا أرى من هو الذي ستزعجه وجهة نظر الكرملين أو أي شخص آخر. ستبقى دائمًا تكهنات، وسيحاولون دائمًا تخريب كل ما يتعلق بالمسار الأوروبي لجمهورية مولدوفا. لكن هذا لا يعني أي تأثير عملي، أو إمكانية التشكيك في عملية تعديل الدستور”.
في هذه الأثناء، أعلنت كيشيناو عن سلسلة من التدابير والإصلاحات، بعد أن كانت – تقول السلطات المولدوفية – هدفاً لعملية تضليل وشراء أصوات في الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على التوجه الأوروبي للدولة. الرئيسة مايا ساندو ستجري، يوم الاثنين، مشاورات مع الأحزاب السياسية حول موضوع إصلاح العدالة ومكافحة الفساد الانتخابي، بعد أن شكك مجلس الأمن الأعلى قبل أسبوع بتزوير الانتخابات.