البابا فرانسيس في رومانيا
بلا شك، ستبقى في التاريخ، إنها تأتي بعد زيارة أخرى، أجراها البابا يوحنا بولس الثاني، والتي بعد مضي 20 عامًا لا تزال تذكر بكثير من الحب. أنا مقتنع بأنه سيأتي برسالة للحفاظ على هويتنا الوطنية، ووحدتنا كشعب أوروبي. كما أننا نحظى، كذلك، بأوصر قوية بين الرومانيين وروما، وأنا لا أقصد هنا فقط أصلنا اللاتيني، أوالطابع اللاتيني الجديد في لغتنا، بل أعني هنا الروابط الروحية الوثيقة التي تربط الرومانيين دائمًا بإيطاليا وبالفاتيكان. وفي هذا الصدد، أود أن أشير إلى أسلوب المدرسة في ترانسيلفانيا، التي كانت في الغالب، نتاج الكنيسة الكاثوليكية- اليونانية أو الرومية، والتي تأسست بحد ذاتها في عام 1700، وناضلت من أجل هويتنا اللغوية، وثقافتنا اللاتينية الجديدة، وكانت خميرة بنية الوعي والضمير الوطني، التي كانت بدورها محرك العمل السياسي للرومانيين في ترانسيلفانيا، من أجل الاتحاد مع البلاد.
Ştefan Stoica, 30.05.2019, 19:43
على مدى ثلاثة أيام، في مايو/ أيار 1999، كانت بوخارست مركز العالم المسيحي، عندما أتى إلى رومانيا البابا/ يوحنا بولس الثاني، الذي كان أول بابا سلافي يزور، لأول مرة، دولة ذات أغلبية أرثوذكسية، وفي نفس الوقت، الوحيدة التي تتحدث لغة لاتينية في المساحة التابعة للكنيسة الشرقية. بفضل الله، بعد شتاء الهيمنة الشيوعية، بدأ ربيع الأمل – أعلن البابا/ يوحنا بولس الثاني في بوخارست، الذي طُوب ومنح شردرجة القداسة، ودخل التاريخ باعتباره الهادم الأخلاقي لقلعة الشر. وبعد مضي 20 عامًا، يجري أحد خلفائه زيارة رسولية إلى رومانيا. في الفترة بين 31 مايو/ أيار و 2 يونيو/ حزيران، سيتوجه البابا فرانسيس إلى جميع المحافظات التاريخية الرومانية – مونتينيا ومولدوفا وترانسيلفانيا – وسيلتقي بسلطات الدولة وممثلي الكنيسة الأرثوذكسية والناس العاديين. سفير رومانيا لدى الكرسي الرسولي، الأستاذ الجامعي ليفيو- بيترو زابيرتسان:
بلا شك، ستبقى في التاريخ، إنها تأتي بعد زيارة أخرى، أجراها البابا يوحنا بولس الثاني، والتي بعد مضي 20 عامًا لا تزال تذكر بكثير من الحب. أنا مقتنع بأنه سيأتي برسالة للحفاظ على هويتنا الوطنية، ووحدتنا كشعب أوروبي. كما أننا نحظى، كذلك، بأوصر قوية بين الرومانيين وروما، وأنا لا أقصد هنا فقط أصلنا اللاتيني، أوالطابع اللاتيني الجديد في لغتنا، بل أعني هنا الروابط الروحية الوثيقة التي تربط الرومانيين دائمًا بإيطاليا وبالفاتيكان. وفي هذا الصدد، أود أن أشير إلى أسلوب المدرسة في ترانسيلفانيا، التي كانت في الغالب، نتاج الكنيسة الكاثوليكية- اليونانية أو الرومية، والتي تأسست بحد ذاتها في عام 1700، وناضلت من أجل هويتنا اللغوية، وثقافتنا اللاتينية الجديدة، وكانت خميرة بنية الوعي والضمير الوطني، التي كانت بدورها محرك العمل السياسي للرومانيين في ترانسيلفانيا، من أجل الاتحاد مع البلاد.
في بوخارست، سيلتقي البابا فرانسيس يوم الجمعة بكبار مسؤولي الدولة، ومع مجمع كهنة الكنيسة الأرثوذكسية في الكاتدرائية الأرثوذكسية الجديدة، وسيقيم قداساً في كاتدرائية القديس يوسف. ويوم السبت، في اليوم الثاني من الزيارة، سيذهب إلى مقام السيدة مريم العذراء، في بلدة شومولو – تشيوك، في شرق ترانسيلفانيا، وهي منطقة تقطنها أغلبية مجرية. وسيختتم يوم السبت في مدينة ياش، شمال شرقي البلاد، حيث يتمركز الرومانيون الكاثوليك. كما سيزور كاتدرائية الروم- الكاثوليك في المدينة، وسيلتقي بالشباب والأسر. الأسقف الروماني الكاثوليكي/ بيترو غيرغيل، يعتقد أن الحبر الأعظم، عبر وجوده في ياش، يحقق حلمًا للرومانيين الكاثوليك في مولدوفا، بالإضافة كذلك إلى وصية للبابا يوحنا بولس الثاني:
نحن، الذين نعرفه منذ فترة، رأينا كيف يعرف أن يستقبل الجميع، وكيف يتجه نحو الأسر التي تعيش في الشتات أو في المهجر، إن هذه اللفتات لقداسة الأب، تتوافق مع هذا الشعار: لنمضي معاً، لنمضي نحو بعضنا البعض، لننمي هذه الثقافة للحوار وللتقارب.
ويوم الأحد، في اليوم الأخير من الزيارة، سيقيم صاحب السيادة البابوية في بلاج، في قلب ترانسيلفانيا اليوناني- الكاثوليكي، مراسم تطويب سبعة أساقفة من اليونان- الكاثوليك، الذين سقطوا ضحايا بسبب إيمانهم خلال الحقبة الشيوعية. عشرات الآلاف من المؤمنين سيشاركون في قداس وفق التقاليد البيزنطية، مترجم باللغة الرومانية، برئاسه قداسته، ولكنه سيجري القداس باللغة اللاتينية. إن اختيار البابا بنفسه للتطويب، إنمت يدل على التقدير للكنيسة الكاثوليكية- اليونانية الرومانية، التي حُلت خلال الشيوعية، وأخرجت من التراث. الأسقف المساعد/ كلاوديو بوب من بلاج:
إن تطويب الأساقفة اليونان- الكاثوليك، الذي سيتولاه البابا فرانسيس شخصيًا، يمثل لفتة استثنائية، على خطى البابا يوحنا بولس الثاني، الذي كان قريباً من الكنائس المضطهدة في أوروبا الشرقية. كان يعرف شخصياً، وكان يعي الموقف شخصيًا، ولهذا شعرت دائمًا بحرارة خاصة جدًا. كما شعرت بالحرارة نفسها لدى البابا فرانسيس، حتى ولو كان السياق مختلفاً؛ عندما تحدثت عن الزيارة إلى رومانيا، والدعوة إلى بلاج والتطويب. قال بكل وضوح وبساطة: أنا قادم أيضاً لعمل التطويب.
لحظة خاصة ستكون يوم الأحد، في بلاج أيضاً، عندما سيلتقي البابا فرانسيس بالأقلية الغجرية.