الاستراتيجية الوطنية للطاقة
استخدام الموارد الذاتية، وتقليص الواردات، بالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة في القدرات الإنتاجية هي العناصر المحددة لاستراتيجية الطاقة الوطنية الجديدة
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 22.11.2024, 20:20
اعتمدت السلطة التنفيذية في بوخارست استراتيجية الطاقة الوطنية للسنوات العشر القادمة، حتى عام 2035، مع منظور لأفق عام 2050. وهي أول وثيقة برنامجية من هذا النوع تقرها الحكومة في السنوات السبع عشرة الماضية. “نحن في لحظة حرجة جديدة، نواجه فيها تقلبات كبيرة في السوق، وأزمات جيو-سياسية وأمنية، فضلا عن صعوبات اقتصادية. جوابنا طموح: استخدام مواردنا الذاتية، وتقليص الواردات، وتشجيع الاستثمارات الضخمة في قدرات إنتاج الطاقة، وفي شبكات النقل والتوزيع، والإنتاج المحلي للمعدات، واستغلال الرقمنة والتقنيات الرائدة، وجعل كل ذلك، في خدمة قطاع طاقة يوفر طاقة آمنة، رخيصة ونظيفة” – أكد وزير الطاقة/ سيباستيان بوردوجيا. ووفقا له، فقد حان الوقت لتحويل مواردنا وذكاءنا إلى قوة اقتصادية، وقدرة تنافسية، وأمن. “رومانيا تبني مستقبلا لن يعاني فيه أي روماني من فقر الطاقة، ولن تضطر أية شركة إلى إغلاق أبوابها بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة” – أضاف بوردوجيا.
الاستراتيجية الوطنية للطاقة تحدد اتجاهات واضحة لتطوير القطاع، وهي أمن الطاقة، والطاقة النظيفة، وكفاءة الطاقة، وإمكانية الوصول، والقدرة التنافسية الاقتصادية، وكفاءة الأسواق، والابتكار والرقمنة. ووفقا لوزارة الطاقة في بوخارست، فإن هذه الأهداف تسترشد بمبادئ واضحة، مثل منح الأولوية لأمن الإمدادات، وتطوير الاقتصاد الدائري، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وعبر اعتماد هذه الاستراتيجية، تثبت رومانيا التزامها الواضح بمستقبل قطاع طاقة آمن، ونطيف، ورخيص. إنها خطوة هامة لتحويل قطاع الطاقة إلى ركيزة للتنمية الاقتصادية، وعامل استقرار إقليمي، حسب ما أعلنته الوزارة المختصة.
ووفقا للوثيقة، تتعهد رومانيا بحماية البنية التحتية الحيوية، وتقليص الاعتماد على الواردات، عبر استخدام مواردها الخاصة، ورقمنة القطاع. وفي نفس الوقت، يشمل أمن الطاقة في رومانيا دعم جمهورية مولدوفا. عامل آخر للاستراتيجية يستهدف ضمان أقل الأسعار الممكنة للمستهلكين، سواء المنزليين أو الصناعيين، وبالتالي الوقاية من فقر الطاقة، ودعم القدرة التنافسية الاقتصادية. رومانيا تبقى رائدة أوروبية في تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة، والحفاظ على التوازن بين الأمن والأسعار المعقولة والتحول الأخضر – كما يؤكد المسؤولون في مجال الطاقة. ووفقا لهم، تواجه رومانيا ضغوطا عالمية وإقليمية، بما في ذلك تقلبات السوق، وتغير المناخ، وآثار الحرب في أوكرانيا. الإستراتيجية تقدم حلولاً عبر الاستثمارات في التقنيات الحديثة، وتعزيز سلسلة التوريد والرقمنة والابتكار.