الإنتخابات الرئاسية و مستقبل أوكرانيا
Bogdan Matei, 26.05.2014, 19:18
بعد أَشْهُرٍ مِنَ النزاعات الداخلية الدموية، أوكرانيا تبدو من جديد، منذ أمس الأحد، كأنها دولةٌ حقيقية. في بداية العام، تحت ضُغوط المُتظاهرين الموالين للغرب، تَخَلَى الرئيسُ السابق الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، عَنِ الحكم ماشِيًا على الجُثَث. وكانتِ السلطاتُ المؤقتة في كييف قد شَهِدَتْ، في شهر مارس/آذار، عديمةَ القُوَةِ ومِنْ دون رَدِ فعل، ضَمَ شبهِ جزيرةِ القرم إلى روسيا. وفي شهر أبريل/نيسان، أطلقتْ نفسُ السلطات ما سَمَتْهَا بالعمليات لِمُكافَحَةِ الإرهاب ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، يقول الخبراءُ العسكريون عَنْهَا بأنها تَعَثَرَتْ قبل أن تَتَمَكَنَ كييف مِنِ استعادةِ السيطرة على المناطق المُتمردة. الاقتراع الرئاسي الذي فاز به، منذ الجولة الانتخابية الأولى، رجلُ الأعمال Petro Poroşenko دليلٌ على أن الأوكرانيين -الذين تَعِبُوا مِنَ الشكوك- يحتاجون إلى قائدٍ له هَوية واضحةٌ يتمتع بِشَرْعِيَةٍ سياسية واسعة. صَوَتَ له ما يربو على خَمسة وخمسين في المائة مِنَ الناخبين الواثقين، وَفقا للمُحَلِلين، بِرسالَتِهِ المُتوازنة. مُنافستُه الرئيسية، رئيسةُ الوُزراء السابقة Iulia Timoşenko ، المثيرةُ للجدل التي لا يُمْكِنُ التنبؤ بأفعالِها، أحرزت أكثرَ بقليلٍ مِنْ عشرِ نِسَبٍ مِؤوية. وُلِد Poroşenko ، المُلَقَبُ بمَلِكِ الشوكولاطا والبالغُ الثامنةَ والأربعين من العمر، في مدينة Bolgrad الواقعةِ غرب البلاد، ، وتُقَدَرُ ثَرْوَتُهُ بمليارٍ وستِمائةِ مليون دولار. لقد دَعا دائما إلى التَوَجُهِ نحو أوروبا، بل كذلك إلى تطبيعِ العلاقات مع روسيا. عندما سُئِلَ أينما سيَعْقِدُ زيارتَه الأولى كَرَئيسٍ للجمهورية، إلى مُوسكو أو بروكسيل، أجاب أنه سيَتَوَجَه أولا إلى منطقة Donbas ، أيْ مَركزِ التَمَرُدِ الانفصالي. المَهَمَةُ الأولى التي تَحَمَلَ المسؤوليةَ عنها تتمثل في وَضْعِ حَدٍ للنزاع القائم شرقَ البلاد حيث قُوطِعتِ الانتخابات، وتم فتحُ بِضعةِ مَراكزِ اقتراعٍ فقط في منطقتَيْ Doneţk و Lugansk . ومع ذلك، نَقَلَ مراسِلُ إذاعتها إلى كييف عَنِ المُحَلِلين أنَ الإقبالَ الكبير على التصويت يُؤَكِدُ شرعيةَ الانتخابات. ويقولُ الرئيس الأوكراني الجديد إنه يجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تَحَمُلُ دَوْرِ الوسيط في الحوار مع روسيا الذي سينطلق من فرضية أن أوكرانيا حُرَةٌ في اختيارِ مُسْتَقْبَلِها. أما في موسكو، فأعلن الرئيسُ فلادمر بوتن أن روسيا ستَعْتَرِفُ بِخَيارِ الشعب الأوكراني وسوف تَحْتَرِمُهُ، كما أنها مُستعدةٌ للعمل مع القيادةِ الجديدةِ في كييف. ورغم أنَ الانتخاباتِ مِنْ أجل البرلمان الأوروبي تَفَوَقَتْ عليها، رحبتِ الحكوماتُ الغربيةُ بنتائجِ الانتخابات في أوكرانيا، مُعَبِرَةً عَنْ رِضاها مِنْ سَيْرِ الانتخابات بِشَكْلٍ عادِلٍ وعدمِ وُقُوعِ حَوادِثَ كُبرى. وأكد رئيسُ جُمهوريةِ رومانيا الجارة، ترايان باسيسكو، أيضا أن “الانتخابات كانتْ حُرَةً وصَحيحة”.