الإذاعة الرومانية – 88 عاماً
ثمانية وثمانون عاماً، مضت على أول بث، ولكن الإذاعة العامة في رومانيا، وكذلك التلفزيون العام، يواجهان وضعاً غير مسبوق. فالقانون المقترح من قبل الحزب الإشتراكي الديمقراطي، قد يؤدي إلى إلغاء رسوم البث الإذاعي، التي كانت تُدفع مباشرة من قبل المواطنين، ليصبح تمويل المؤسستين يعتمد كلياً على الموازنة العامة للدولة. في حين كان زعيم الحزب الإشتراكي الديمقراطي PSD/ ليفيو دراغنا، أن الإذاعة والتلفزيون العامين سيكون لهما مسار يمكن التنبؤ به، فإن أصواتاً كثيرة داخل وخارج المؤسستيْن المعنيتيْن تعتبر أن هذا التغيير يزيد من خطر التبعية السياسية والتحريرية. وفي تعليقه على الوضع، أكد رئيس الوزراء الروماني/ داتشيان تشولوش، يوم الثلاثاء، أن رسوم الإذاعة ليست ضريبة بحد ذاتها، ولكنها مساهمة من أجل ضمان حق المواطنين بالحصول على المعلومات بحرية، وإستقلالية المؤسسات العامة.
Valentin Țigău, 02.11.2016, 18:14
في 1 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1928 بدأت البث شركة البث الإذاعي في رومانيا. مرحباً، هنا إذاعة بوخارست! كانت الكلمات التي ردّدها، آنذاك، أول رئيس للمؤسسة، الفيزيائي/ دراغومير هورموزيزسكو. ثمانية وثماثون عاماً، شهدت التاريخ والفترات السياسية والإجتماعية، عبرتها الإذاعة العامة… ثمانية وثمانون عاماً، دعمت فيها إذاعة رومانيا الثقافة الرومانية، ولعبت فيها دوراً رئيسياً في تشكيل الهوية التحريرية. إذاعة رومانيا الآن، هي أهم وسيلة إعلام في البلاد، عبر عدد المستمعين الذين يختارون يومياً، برامجها، ومن خلال الحملات التي تشارك فيها، والمشاريع الثقافية الكبرى التي تطورها. المحطات الوطنية مثل الإذاعة الأخبارية، والإذاعة الثقافة، والإذاعة الموسيقية و إذاعة هوائي القرى، بالإضافة إلى الاستوديوهات الإقليمية والمحلية، والمحطات التي تبث عبر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) للأطفال والشباب، وإذاعة صوت رومانيا العالمي التي تبث بعشر لغات (العربية، الصينية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الصربية، الأسبانية، الروسية والأوكرانية)، بالإضافة إلى اللغة الرومانية واللهجة والآرومانية. وبمناسبة الإحتفال بهذه الذكرى، إليترا ماركوني، ابنة المخترع الإيطالي/ غولييمو ماركوني، بعثت للرومانيين هذه الكلمات: أنقل لكم أحر التمنيات بحياة طويلة. فكروا بوالدي الذي اخترع الإرسال اللاسلكي، الإذاعة، لإنقاذ حياة البشر، ولمساعدة العالم على نقل الأخبار، إلى أي مكان. الإذاعة تعني الحقيقة والحرية. إنها تبث بحرية، ولكن كل ما هو حقيقي فقط.
ثمانية وثمانون عاماً، مضت على أول بث، ولكن الإذاعة العامة في رومانيا، وكذلك التلفزيون العام، يواجهان وضعاً غير مسبوق. فالقانون المقترح من قبل الحزب الإشتراكي الديمقراطي، قد يؤدي إلى إلغاء رسوم البث الإذاعي، التي كانت تُدفع مباشرة من قبل المواطنين، ليصبح تمويل المؤسستين يعتمد كلياً على الموازنة العامة للدولة. في حين كان زعيم الحزب الإشتراكي الديمقراطي PSD/ ليفيو دراغنا، أن الإذاعة والتلفزيون العامين سيكون لهما مسار يمكن التنبؤ به، فإن أصواتاً كثيرة داخل وخارج المؤسستيْن المعنيتيْن تعتبر أن هذا التغيير يزيد من خطر التبعية السياسية والتحريرية. وفي تعليقه على الوضع، أكد رئيس الوزراء الروماني/ داتشيان تشولوش، يوم الثلاثاء، أن رسوم الإذاعة ليست ضريبة بحد ذاتها، ولكنها مساهمة من أجل ضمان حق المواطنين بالحصول على المعلومات بحرية، وإستقلالية المؤسسات العامة.
ومن الجدير ذكره، بالمثل، أن في معظم الدول الأوروبية – بريطانيا وفرنسا وإيطاليا أو ألمانيا- تشكل هذه الضريبة مصدر تمويل الإذاعة والتلفزيون العامين. قانون إلغاء رسوم الإذاعة والتلفزيون العامين كان قد خضع، الأسبوع الماضي، لتصويت البرلمان، ضمن حزمة شملت أكثر من مائة إعفاء من دفع رسوم وضرائب، وسيرسل إلى الرئيس/ كلاوس يوهانيس، لإعتماده. بعض المراقبين يعزونه، مع ذلك، إلى طابعه الشعبوي، قبل الانتخابات التشريعية في ديسمبر/ كانون الأول القادم، وإلى غياب وجود نقاش عام في قضية تعتبر ذات أهمية وطنية واستراتيجية.