الأوروبيون يحشدون الصفوف
أوروبا ستواصل دعم أوكرانيا وستسثمر أكثر في الدفاع.

Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 18.02.2025, 21:56
خلال بضعة أيام ستمُرُّ ثلاث سنوات على غزو القوات الروسية لأوكرانيا. ثلاث سنوات أصبح من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، خلالها عقد اجتماعات رفيعة المستوى، بشأن الصراع والمساعدة الغربية لكييف، التي لا يجلس فيها الأوروبيون على نفس الطاولة مع الأميركيين. زعماء الدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي ورؤساء المؤسسات الأوروبية، فعلوا ذلك، يوم الإثنين، في باريس، حيث اجتمعوا في إطار قمة طارئة غير رسمية. كانوا مجبرين على توحيد قواهم بسبب الطريقة التي تتعامل بها واشنطن، التي ازداد انعدام قابلية التنبؤ بها تحت الإدارة الجديدة لترامب، مع حلفائها التقليديين عبر المحيط الأطلسي. الجنرال/ كيث كيلوج، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى أوكرانيا وروسيا أعلن، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، أن الزعماء الأوروبيين سيُستشارون، ولكنهم لن يشاركوا في المفاوضات لإنهاء الحرب.
رئيسة المفوضية الأوروبية/ أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي/ أنتونيو كوستا أكدا، يوم الاثنين، أن أوكرانيا تستحق السلام الذي يحترم استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، على أن يكون مدعوماً بضمانات أمنية قوية. سلام عبر القوة، كما وصفاه. أوروبا وعدت بتقديم كل مساعدتها العسكرية لأوكرانيا، وتعتبر أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، دون التوصل إلى اتفاق سلام أمر خطير. وهذا هو الدرس المستفاد من اتفاقيات مينسك، التي سعت إلى إنهاء الصراع، بعد احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية وسيفاستوبول في عام 2014.
وفي رأي رئيس الوزراء البريطاني/ كير ستارمر، من الصواب أن تظهر الدول الأوروبية، بما في ذلك بريطانيا، استعدادها لبذل مزيد من الجهود من للدفاع الجماعي عن النفس. “أوروبا مستعدة لزيادة الاستثمار في أمننا” – أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي/ مارك روتيه.
القمة اختتمت بتوجيه نداء للوحدة من أجل الأمن عبر الأطلسي وللمسؤولية تجاه أوكرانيا. الرئيس الأوكراني/ فولوديمير زيلينسكي أعلن، مساء الاثنين، أنه ناقش الضمانات الأمنية، وتحقيق السلام الدائم في أوكرانيا مع الرئيس الفرنسي/ إيمانويل ماكرون. “نتقاسم رؤية مشتركة: يجب أن تكون الضمانات الأمنية قوية وقابلة للتطبيق” – كتب زيلينسكي على منصة إكس. وفي رأيه، فإن أي قرار آخر في غياب مثل هذه الضمانات، على غرار هدنة هشة مثلاً، لن يكون أكثر من خدعة أخرى من جانب روسيا، وإستعداداً لحرب روسية جديدة ضد أوكرانيا أو دول أوروبية أخرى.
وفي بوخارست، نفى المستشار الرئاسي/ كريستيان دياكونيسكو، بشكل قاطع، المعلومات التي ظهرت في الفضاء العام، والتي تفيد بأن رومانيا تلقت دعوة لحضور اجتماع باريس ولم ترد عليها. وأعلن أن الجانب الروماني يعمل على فتح سلسلة من قنوات الاتصال، وستتبع ذلك قريباً، تطورات من وجه نظر موقف رومانيا، وتوليد نوع معين من التضامن الأوروبي والأطلسي، لأنهما يصبان في مصلحة أمن البلاد.