الأحزاب التي تدخل البرلمان الروماني
كان عام 2024 عاما انتخابيا شهد كل أنواع الانتخابات من المحلية إلى البرلمانية إلى الرئاسية بالإضافة إلى انتخابات البرلمان الأوروبي.
Diana Baetelu, 09.12.2024, 15:30
كان عام 2024 عاما انتخابيا شهد كل أنواع الانتخابات من المحلية إلى البرلمانية إلى الرئاسية بالإضافة إلى انتخابات البرلمان الأوروبي. ماراثون انتخابي لم يكن النجاح فيه من نصيب رومانيا. ففي السادس من ديسمبر كانون الأول الجاري وقبل يومين فقط من جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية ألغت المحكمة الدستورية في بوخارست الانتخابات الرئاسية كليا مبررة هذا القرار بالعيوب التي شابت العملية الانتخابية .
أوضحت المحكمة الدستورية أن حرية التعبير عن الخيارات الانتخابية والتصويت قد انتهكت عبر حملة تضليل واسعة استفاد فيها المرشح المستقل كالين جورجيسكو الفائز بالجولة الأولى من حملة دعائية عدوانية انتهكت القانون الانتخابي الروماني واستخدمت خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي بشكل تعسفي مع التحايل على مقتضيات القانون بشأن إلزامية إبراز العلامات المميزة للدعاية الانتخابية.
وقد أدى فوز مرشح متطرف موال لروسيا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية إلى تعزيز التيار المسمى بالسيادي وهو تسمية تمويهية تطلقها على نفسها تشكيلات قومية متطرفة وشعبوية معادية للأجانب ومعادية للسامية تنتقد الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي وتروج لنظريات الموآمرة . وقد دخلت البرلمان الروماني إثر الانتخابات التشريعية التي أجريت في الأول من ديسمبر كانون الأول الجاري ثلاثة أحزاب تمثل هذا التيار هي التحالف من أجل وحدة الرومانيين وحزب “نداء الاستغاثة” وحزب الشباب.
وبما أن التحالف من أجل وحدة الرومانيين حقق نتيجة جيدة في الانتخابات التشريعية التي جرت بعد أسبوع واحد من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية فقد طعن حزب “دريبت” في صحة الانتخابات التشريعية مشيرا إلى ما قدم ونشر في الفضاء العام من أدلة على التدخل الخارجي والتمويل غير القانوني وتأثير جماعات الإجرام على الحملة الانتخابية إضافة إلى أدلة حول حملات الدعاية للحرس الحديدي وهو جماعة يمينية متطرفة نشطت في رومانيا في الفترة ما بين الحربين العالميتين .
إلا أن محكمة النقض والعدل العليا رفضت الطعن وطلب إلغاء الانتخابات البرلمانية وبالتالي فإن البرلمان الجديد سيتولى مهامه رسميا في الحادي والعشرين من ديسمبر كانون الأول الجاري . وقد حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم على مائة وعشرين مقعدا في مجلسي الشيوخ والنواب يليه التحالف من أجل وحدة الرومانيين بثلاثة وتسعين مقعدا فالحزب الوطني الليبرالي المشارك في الائتلاف الحكومي بواحد وسبعين مقعدا فاتحاد “أنقذوا رومانيا” بتسعة وخمسين مقعدا .
وحصل حزب “نداء الاستغاثة” على أربعين مقعدا في البرلمان يليه الاتحاد الديمقراطي للمجريين في رومانيا فحزب الشباب بواحد وثلاثين مقعدا للكل. ولمجموعة الأقليات العرقية غير المجرية تسعة عشر مقعدا في مجلس النواب أما المغتربون الرومانيون فيمثلهم مشرعان في مجلس الشيوخ وأربعة مشرعين في مجلس النواب .
يعطي ما سبق صورة برلمان مشتت مما يقتضي إيجاد أغلبية مستقرة قادرة على تشكيل الحكومة الجديدة بحلول نهاية هذا العام ستكون على الأرجح حكومة ائتلاف وستكون مهمتها العاجلة تحديد موعد الانتخابات الرئاسية. وبعد قرار المحكمة الدستورية بإلغاء الانتخابات الرئاسة يبقى الرئيس كلاوس يوهانيس في منصبه إلى حين أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية .