اتفاقية أمنية بين جمهورية مولدوفا – الاتحاد الأوروبي
وقعت جمهورية مولدوفا (السوفيتية السابقة، ذات الأغلبية الناطقة باللغة الرومانية) اتفاقية أمنية ودفاعية مع الاتحاد الأوروبي.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 22.05.2024, 20:50
كل الخبراء العسكريين وكل المحللين السياسيين يقولون عن جمهورية مولدوفا إنها جارة أوكرانيا الأكثر تضررا من جراء الغزو الروسي هناك. متضامنة مع السلطات في كييف، التي تحاول مقاومة الغزاة، ومضيفة للعديد من اللاجئين الأوكرانيين، أصبحت كيشيناو بدورها هدفا للروس. جميع عناصر الحرب الهجينة، مثل الإنذارات الكاذبة بالقنابل، والهجمات الإلكترونية، والاحتجاجات الممولة بشكل غير قانوني، والابتزاز عبر التهديد والمساومة في ما يخص الإمداد بالطاقة، كلها تحديات يجب على نظام الشؤون الداخلية مواجهتها – كما صرحت لإذاعة كيشيناو، الوزيرة المعنية السابق في الحكومة الموالية للغرب/ آنا ريفينكو. الدعاية المؤيدة للحرب والتحريض على الكراهية والتضليل، تضيف الوزيرة السابقة، كلها أجزاء من نفس الحرب الهجينة، تهدف إلى إضعاف قدرة المواطنين على الصمود. “يوجد بالفعل يقين بأن روسيا تستخدم الآن، بشكل أكثر كثافة، الأدوات التي تحاول من خلالها زعزعة استقرار الوضع في جمهورية مولدوفا، ولكن ليس دون دعم القلة من السياسين الهاربين” – خلصت الوزيرة ريفينكو.
وعلى هذه الخلفية المؤلمة، وقعت جمهورية مولدوفا، يوم الثلاثاء، اتفاقية أمنية ودفاعية مع الاتحاد الأوروبي. بفضل هذه الاتفاقية، يقول الموقعون، سيكون التعاون بين كيشيناو وبروكسل أوثق بكثير، وسيوفر للجمهورية مزيداً من الأدوات لتعزيز أمنها، على مستويات متعددة، بما في ذلك المجال العسكري. مراسل الإذاعة الرومانية العامة في بروكسل كتب أن من الآن فصاعدا، يمكن لجمهورية مولدوفا المشاركة في المهام الخاضعة للسياسة الأوروبية للأمن والدفاع وستتلقى المساعدة لتعزيز قدراتها العسكرية. كما سيدمج جنودها في الفيلق الأوروبي للانتشار العسكري السريع، وسيشاركون في التدريبات المشتركة.
توجد طريقة أخرى للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والجمهورية السوفينية السابقة، وهي ما تسمى بالأداة الأوروبية للسلام، التي يمكن من خلالها للدول الأعضاء اقتناء معدات عسكرية وتسلمها. التعاون بين الطرفين يمتد أيضًا إلى مجالات: الهجمات الهجينة، أو التضليل، أو تأمين البنية التحتية الحيوية، والحدود. ومن الناحية العملية، يقول المعلقون، إن كل ما يتعلق بأمن جمهورية مولدوفا أصبح الآن موضوع تعاون منصوص عليه في الاتفاقية. ومع وضع الحياد المنصوص عليه منذ ثلاثة عقود من الزمن في دستور يعتبره كثيرون قد عفا عليه الدهر، تمتلك كيشيناو واحداً من أقل الجيوش عدداً وعتاداً، وأضعفها تجهيزاً في أوروبا.
لكن وزير الدفاع/ أناتوليه نوساتي، وهو رجل عسكري محترف، حصل على دورات تدريبية في الولايات المتحدة، يعد بتعزيز الجيش، في سياق الحرب الهجينة التي تخوضها روسيا. وفي مقابلة مع وسائل الإعلام في بوخارست، تحدث نوساتي أيضًا عن التعاون في المجال العسكري مع الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ورومانيا المجاورة، وأصر على أن حلف شمال الأطلسي “ليس الفزاعة التي تتحدث عنها الدعاية الروسية”.