إلى أين تتجه اليونان؟
يَتَأَرْجَحُ الأوروبيون بين القلق والغَضَب. مثلا، يؤيد ما يزيد بقليل عَنْ نصفِ الألمانيين خُروجَ اليونانِ، التي أصْبَحَتْ على وشك الإفلاس، من منطقة اليورو. إذ يَجِبُ على أثينا أن تَدْفَعَ، في الثلاثين من يونيو/حزيران، نحو مليارٍ ونصفِ مليار يورو إلى صُندوق النقد الدولي. ولكنَ خَزينةَ الدولةِ فارغة، مما يجعل مِنَ الضروري الإفراجُ عَنْ مبلغِ سبعة مليارات ومِائَتَيْ مليونِ يُورو الذي وَعَدَ به، في العام الماضي، مُقْرِضَاها –صندوقُ النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، ولكنْ شريطةَ تحقيقِ فائضٍ في الميزانية وتنفيذِ سلسلةٍ مِنَ الإصلاحات، خاصةً لنظام التقاعد. غيرَ أن اليسارَ المُتَطَرِفَ الحاكِمَ حاليا في اليونان يبدو كأنه يُفَضِلُ حوارَ الطُرشان. خِلافا للألمانِ الذين يَدعُونَ إلى إجراءاتٍ تقشفيةٍ وقَواعِدَ صارمة، يعتقد اليونانيون أنه مِنْ غَيْرِ الشرعِيِ أن يَفْرُضَ عليْهِمْ أحدُ سياسةً اقتصادية واجتماعية، من جهة، ويعتمد هؤلاء، مِنْ جهة أخرى، على رُوحِ التَضامُنِ الأوروبي. ولكنَ الأوروبيين أصبحوا غيرَ قادرين على تَحَمُلِ المزيد، ومع ذلك، مَنَحُوا اليونانَ فُرصةً أخيرة ويُحاوِلُونَ، في هذه الأيام، إيجادَ حَل. ولكنَ وُزراءَ المالية لِدُوَلِ منطقة اليورو الذين اجتمعوا، يومَ الخميسِ، في لوكسمبورج، لَمْ يَحْتاجوا سوى إلى ساعةٍ ونصفٍ للمُوافَقَةِ على عَدَمِ الإفراج عَنِ المُساعدة المالية المُخَصَصَةِ لليونان. وبالنتيجة، اُستُدعِيَ رؤساءُ دُولِ وحُكوماتِ مِنطقةِ اليورو بشكل طارئ للتوجهِ، ليلةَ الاثنين، إلى بروكسيل، للبحث في الوضعِ القائم. لا يَزالُ مِنَ المُقَرَرِ عقدُ القمة الصيفية في أواخرِ شهر يونيو/حزيران، ولكنْ ليس هناك ما يكفي مِنَ الوقت لِمُوافَقَةِ بَرلمانات دول الاتحاد على تلك المُساعدة. مِنْ دُون تلك المُساعدة، لا تملك اليونان المبالغَ اللازمةَ لِدَفْعِ ما استلمته مِنْ أموالٍ مِنْ صُندوق النقد الدولي، فتتعرض لِخَطَرِ دُخُولِ حالةِ التخَلُفِ عَنِ الدفع. أكثرَ من ذلك، أعلنتْ مُديرةُ الصندوق، Christine Lagarde ، أن اليونانَ لَنْ تستفيدَ مِنْ أيةِ مُهْلَة. وفي هذه الأثناء، تبحثُ اليونان أيضا عَنْ حلول، حيث قامت بِعِدَةِ زيارات إلى الغرب والشرق، مُتأرْجِحَةً بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، الراغبةِ في إظهارِ قُوَتِها الاقتصادية التي لَمْ تَتَأَثَرْ، على ما يبدو، مِنَ العُقوبات المَفروضة عليها مِنَ الأوروبيين، على خلفيةِ النزاع القائم في أوكرانيا. وكان اللقاء في نهاية هذا الأسبوع ب Sankt Petersburg ، بين رئيسِ الوُزراء اليوناني، Alexis Tsipras ، والرئيس الروسي، فلادمر بوتن، هُوَ ثانِي لقاءٍ بعد ذلك في مُوسْكُو، مِنْ شهر أبريل/نيسان. وكان الزعيمُ في الكرملن قد أعلن، قبل لقاءِ يَوْمِ الجُمعة، أنَ بِلادَه مُستعدةٌ لمنح اليونان دعما ماليا، ولا سيما عَنْ طريق تنفيذ بعض المشاريع في البنية التحتية للطاقة. ويتعلق الأمرُ بتمديد عير اليونان لِخَطِ الغاز الروسي التركي Turkish Stream لِشَرِكَةِ غازبروم الروسية العِملاقة، وهو مشروعٌ أُطلِق في العام الماضي. ولم تتأخر واشنطن في التعبيرِ عَنْ رَفْضِها لِمُشارَكةِ أثينا في هذا المشروع.
Roxana Vasile, 21.06.2015, 14:49
يَتَأَرْجَحُ الأوروبيون بين القلق والغَضَب. مثلا، يؤيد ما يزيد بقليل عَنْ نصفِ الألمانيين خُروجَ اليونانِ، التي أصْبَحَتْ على وشك الإفلاس، من منطقة اليورو. إذ يَجِبُ على أثينا أن تَدْفَعَ، في الثلاثين من يونيو/حزيران، نحو مليارٍ ونصفِ مليار يورو إلى صُندوق النقد الدولي. ولكنَ خَزينةَ الدولةِ فارغة، مما يجعل مِنَ الضروري الإفراجُ عَنْ مبلغِ سبعة مليارات ومِائَتَيْ مليونِ يُورو الذي وَعَدَ به، في العام الماضي، مُقْرِضَاها –صندوقُ النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، ولكنْ شريطةَ تحقيقِ فائضٍ في الميزانية وتنفيذِ سلسلةٍ مِنَ الإصلاحات، خاصةً لنظام التقاعد. غيرَ أن اليسارَ المُتَطَرِفَ الحاكِمَ حاليا في اليونان يبدو كأنه يُفَضِلُ حوارَ الطُرشان. خِلافا للألمانِ الذين يَدعُونَ إلى إجراءاتٍ تقشفيةٍ وقَواعِدَ صارمة، يعتقد اليونانيون أنه مِنْ غَيْرِ الشرعِيِ أن يَفْرُضَ عليْهِمْ أحدُ سياسةً اقتصادية واجتماعية، من جهة، ويعتمد هؤلاء، مِنْ جهة أخرى، على رُوحِ التَضامُنِ الأوروبي. ولكنَ الأوروبيين أصبحوا غيرَ قادرين على تَحَمُلِ المزيد، ومع ذلك، مَنَحُوا اليونانَ فُرصةً أخيرة ويُحاوِلُونَ، في هذه الأيام، إيجادَ حَل. ولكنَ وُزراءَ المالية لِدُوَلِ منطقة اليورو الذين اجتمعوا، يومَ الخميسِ، في لوكسمبورج، لَمْ يَحْتاجوا سوى إلى ساعةٍ ونصفٍ للمُوافَقَةِ على عَدَمِ الإفراج عَنِ المُساعدة المالية المُخَصَصَةِ لليونان. وبالنتيجة، اُستُدعِيَ رؤساءُ دُولِ وحُكوماتِ مِنطقةِ اليورو بشكل طارئ للتوجهِ، ليلةَ الاثنين، إلى بروكسيل، للبحث في الوضعِ القائم. لا يَزالُ مِنَ المُقَرَرِ عقدُ القمة الصيفية في أواخرِ شهر يونيو/حزيران، ولكنْ ليس هناك ما يكفي مِنَ الوقت لِمُوافَقَةِ بَرلمانات دول الاتحاد على تلك المُساعدة. مِنْ دُون تلك المُساعدة، لا تملك اليونان المبالغَ اللازمةَ لِدَفْعِ ما استلمته مِنْ أموالٍ مِنْ صُندوق النقد الدولي، فتتعرض لِخَطَرِ دُخُولِ حالةِ التخَلُفِ عَنِ الدفع. أكثرَ من ذلك، أعلنتْ مُديرةُ الصندوق، Christine Lagarde ، أن اليونانَ لَنْ تستفيدَ مِنْ أيةِ مُهْلَة. وفي هذه الأثناء، تبحثُ اليونان أيضا عَنْ حلول، حيث قامت بِعِدَةِ زيارات إلى الغرب والشرق، مُتأرْجِحَةً بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، الراغبةِ في إظهارِ قُوَتِها الاقتصادية التي لَمْ تَتَأَثَرْ، على ما يبدو، مِنَ العُقوبات المَفروضة عليها مِنَ الأوروبيين، على خلفيةِ النزاع القائم في أوكرانيا. وكان اللقاء في نهاية هذا الأسبوع ب Sankt Petersburg ، بين رئيسِ الوُزراء اليوناني، Alexis Tsipras ، والرئيس الروسي، فلادمر بوتن، هُوَ ثانِي لقاءٍ بعد ذلك في مُوسْكُو، مِنْ شهر أبريل/نيسان. وكان الزعيمُ في الكرملن قد أعلن، قبل لقاءِ يَوْمِ الجُمعة، أنَ بِلادَه مُستعدةٌ لمنح اليونان دعما ماليا، ولا سيما عَنْ طريق تنفيذ بعض المشاريع في البنية التحتية للطاقة. ويتعلق الأمرُ بتمديد عير اليونان لِخَطِ الغاز الروسي التركي Turkish Stream لِشَرِكَةِ غازبروم الروسية العِملاقة، وهو مشروعٌ أُطلِق في العام الماضي. ولم تتأخر واشنطن في التعبيرِ عَنْ رَفْضِها لِمُشارَكةِ أثينا في هذا المشروع.