إعادة هيكلة سياسية
Valentin Țigău, 11.06.2014, 19:37
انتظارا للاقتراع الرئاسي في الخريف القادم، تحاول الأحزابُ السياسية الرومانية عقدَ تحالُفاتٍ جديدة تُوَفِرُ لها المزيدَ مِنْ فُرَص النجاح. الحزبان الأولان اللذان قاما بتَحَرُكات هُما أهمُ أحزاب المعارَضة، الحزبُ الوطني اللبرالي والحزبُ الديموقراطي اللبرالي باتجاه يمين الوسط، اللذان أعلنا عَقِبَ انتخاباتِ الشهر الماضي عن عقد مفاوضات حول دَمْجٍ مُحتَمل. إذ يرغب زعيما الحزبَيْنِ في مُواجهة تَسَلُطِ تَحالُفِ اليسار -المُكَوَن مِنَ الحزب الاشتراكي الديموقراطي والاتحاد الوطني من أجل تقدم رومانيا وحزب المحافظين- المُشارِك في الحكم الذي أحرز نصفَ الولاياتِ المُخَصَصة لرومانيا في البرلمان الأوروبي الجديد. ومع ذلك، تحالُفُ الحزب الاشتراكي الديموقراطي والاتحاد الوطني من أجل تقدم رومانيا وحزب المحافظين لا يَكتفي، على ما يبدو، أن يقفَ مَوْقِفَ المُتَفَرِج إزاء مُحاوَلةِ إعادة تجميع صُفوف اليمين الذي يبدو، في رأي المراقبين، قادرا على وَضْعِ عَصًا في عَجلاته في الانتخابات الرئاسية التي ستَنْعَقِدُ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. والدليل على أن اليسار لَنْ يَقِفَ مكتوفَ الأيدي هو إعلانُ رئيس الوزراء الاشتراكي الديموقراطي، فيكتور بونتا، في الأسبوع الماضي، عَنْ بَدْءِ المباحثات مع حزب الشعب الذي يترأسه دان دياكونيسكو مِنَ المعارضة الشعبوية للتوصل إلى اتفاقٍ مِنَ المُمْكِنِ أن يُؤَدِي إلى تغييرات في إطار الفريقِ الحكومي نفسِه وليس على المُستوى المحلي فقط:
” لم نُحْرِزْ أيةَ نتيجة بَعْدُ، وسنتحدث في الأسبوع القادم عندما سنُحَقِقُ نتيجة. إذا أردنا أَنَ نُغَيِرَ شيئا ما في هيكلةِ الحكومة، فسنتحدث عن ذلك معا”.
وبدوره، يَنْظُرُ الاتحاد الديموقراطي للمجريين في رومانيا بِشَكٍ إلى مَسعى زُملائِهِ في الحكم. إذ يقول زعيمُ الحزب، Kelemen Hunor إنَ انضمامَ حزب الشعب إلى الفريق الحكومي سيُؤَثِرُ سلبيا على صورة الحكومة الحالية. Kelemen Hunor :
” ستَكُونُ هذه كارِثة بالنسبة لصورة الحكومة. كُلُ واحِدٍ يَعقدِ مُختلفَ الاتفاقات على الصعيد المحلي، ولكنني غَيْرُ مُوافِقٍ فيما يخص المُستوى الحكومي. أعتقد أنه خطأ”.
يقول المُحَلِلون إنَ نَزَواتِ الحزب الديموقراطي للمجريين في رومانيا مُبَرَرة. مُؤسِسُ حزب الشعب، دان دياكونيسكو، الصاحبُ السابقُ لمحطة تلفزيون تعمل على طريقة التابلويد، تم إغلاقُها، كان قد نَجَحَ، على خلفية خيبةِ الأمَل التي أثارتها الأحزابُ الرئيسية منذ سقوط النظام الشيوعي في تَحْوِيل مُشاهِدي القناة التلفزيونية، مِنْ ذَوِي المُستوى التعليمي المتواضع عموما، إلى كُتلة تصويتيةٍ لا يُستهانُ بِها، نظرا إلى أنَ حزبَ الشعب نَجَحَ في الحصول على نسبةِ خمسةَ عشر في المائة في الانتخابات التشريعية من عام 2012. ولكنه في تَراجُعٍ منذ ذلك الحين، حيث أحرزَ نسبةَ أربعةٍ في المائة في الانتخابات للبرلمان الأوروبي، كما أن عددَ مُمَثِليهِ في البرلمان ببوخارست ضئيل جدا وفي انخفاض مستمر. الكثيرُ مِن هؤلاء الذين تَرَشَحُوا مِنْ طرف حزب الشعب، بعدما دخلوا البرلمان فَرُّوا من الحزب والبعضُ منهم انتقلوا إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي نفسه.