أولويات لاتفيا بعد توليها الرئاسة الدورية نصف السنوية للإتحاد الأوروبي
Mihai Pelin, 08.01.2015, 18:55
بعد مُرُورِ أكثرَ مِنْ عشرة أعوام على دُخولها إلى الاتحاد الأوروبي، تتولى لاتفيا -التي تُعَدُ دولةً صغيرة مِنْ دول البلطيق يبلُغُ عَدَدُ سُكانِها مِليُونَيْنِ تقريبا — تتولى في الأشهر الستةِ الأولى مِنْ عام 2015 الرئاسةَ الدورية للاتحاد الأوروبي. ومِنْ بين الأولويات المُعْلَنِ عنها: النموُ الاقتصادي وإيجادُ أماكنِ عَملٍ جديدة في دُول الاتحاد. مُراسِلَةُ الإذاعة الرومانية في بروكسيل، Cerasela Rădulescu، تُقَدِمُ لنا المزيدَ مِنَ التفاصيل في قولها:
” القضايا الأوروبيةُ التي سَيَتَوَجَبُ على لاتفيا تَسويتُها في غُضون ستةِ أشهُرٍ مُعَقَدَةٌ للغاية ويجب على حُكومة لاتفيا أن تَجِدَ حلا لها، تتمثل في علاقاتِ الاتحاد الأوروبي مع روسيا، وآثارِ الأزمة الاقتصادية في اليونان، والمَشاكلِ المتعلقة بأمْنِ الطاقة، وأخيرا وليس آخرا الوضعِ الاقتصادي السيء الذي يُعانِي منه الاتحادُ الأوروبي. وأعلنتِ السلطاتُ في ريغا عَنْ رَغْبَتِها في المُشارَكَةِ في دَعْمِ جُهود الاتحاد الرامية إلى مُكافحة الإسلام الجهادي وكذلك القضاءِ على تَصَرُفاتِ ومَواقِفِ لندن التمييزية تجاه المُواطنين القادِمِينَ مِنْ شرق أوروبا للعَمَلِ في سوق العَمَلِ البريطاني”.
تتولى لاتفيا رئاسةَ الاتحاد في فترةٍ تسود فيها الشكوكُ الاقتصادية والاجتماعية. وتُشير التنبؤاتُ الاقتصادية الأخيرة للمفوضية الأوروبية التي يترأسها Jean Claude Junker إلى نُمُوٍ بَطِيءٍ ونسبةِ بِطالةٍ مُرْتَفِعَة، نظرا إلى أنَ خمسةً وعشرين مليونَ شخص مِنْ مَجموع خمسِمائةِ مليون ليس لديْهِمْ عَمَل. وفيما يخص السياسةَ الخارجية، يبقى إلحاقُ القرم بروسيا في مارس/آذار عام 2014 والتدخلُ الروسي في أوكرانيا قَضِيَتَيْنِ مُلِحَتَيْنِ بالنسبة للاتفيا. وذلك رغمَ ضَماناتِ الحلف الأطلسي -الذي تنتمي إليه دولُ البلطيق منذ عشرة أعوام- وعلى الرغم مِنْ وُجُودِ الطائرات المُقاتلة الغَربية التي تعترض طائراتٍ روسية تُحَلِقُ بالقرب مِنْ حُدُودِها. هذا وتكون العلاقاتُ الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا باردةً جدا في الوقت الحالي. وأعلنتْ حُكومةُ لاتفيا عَنِ اتِباعِ نَهْجٍ براغماتِيٍ تِجاه روسيا، مِنْ دُونِ أفكارٍ مُسَبَقَةٍ مُوالية أوْ مُعادِيَةٍ لِرُوسيا. مَوْقِفُ لاتفيا -التي فيها أقليةٌ روسية كبيرة- بَسيط: إذا سُجِلَ تَحَسُنٌ مَلحوظ في الوضع القائم بأوكرانيا، فستَقْتَرِحُ ريغا رفْعَ العُقوباتِ المَفروضةِ على روسيا. وإنْ تَفاقَمَ الوَضْعُ، فَسَيَتِمُ تشديدُ العقوبات. وفيما يتعَلَقُ بالسياسةِ التَوَسُعِيَة للاتحاد الأوروبي، أقَرَتْ لاتفيا بأهَمِيَةِ هَذِهِ العملية وستُحاوِلُ تحقيقَ تَقَدُمٍ في المفاوضات الحالية مع صربيا والجبل الأسود وتركيا.