آثار الفيضانات في أوروبا
سقط العديد من القتلى في أوروبا الوسطى والشرقية بسبب عاصفة بوريس المدمرة، التي خلفت وراءها آلاف الضحايا والمنكوبين بالإضافة إلى أضرار جسيمة يصعب تقديرها
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 18.09.2024, 19:09
العواصف التي ضربت أوروبا تصل الآن أيضًا إلى إيطاليا، حيث صدرت تحذيرات من هطول أمطار غزيرة، وهبوب رياح قوية، وفيضانات في معظم أنحاء البلاد. هذه التحذيرات تأتي في وقت هطول أمطار بالفعل على أجزاء من بولندا التشيك والنمسا ورومانيا خلال هذا الأسبوع، مما سبب وفاة العديد من الأشخاص. العاصفة بوريس تسببت بهطول أمطار غزيرة، وتساقط ثلوج خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أجبر آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم، في بعض الحالات، بمساعدة طائرات مروحية، بعد اللجوء إلى أسطح المنازل أو الصعود فوق أسقف السيارات. في جميع هذه الدول أعلنت حالات كوارث طبيعية، حيث انقطع التيار الكهربائي أو الماء عن مئات الآلاف من المنازل، وسُدت الطرق البرية، وتعطلت وسائل النقل عبر السكك الحديدية. ورغم أن الظروف الجوية تظهر إشارات تحسن في عدة مناطق، إلا أن التربة لا تزال مشبعة بالمياه، مع استمرار فيضان الأنهار، مما دفع السلطات إلى مطالبة السكان بتوخي الحذر.
في النمسا، حيث لا تزال العديد من القرى والبلدات معزولة، نفذت، أكثر من ثلاثة وثلاثين ألف عملية تدخل منذ بداية هطول الأمطار الغزيرة وهبوب الرياح العاتية. وفي فيينا، أُغلقت أربعة خطوط قطار أنفاق بشكل جزئي، كما أغلقت كذلك الحدائق في المدينة، بسبب خطر سقوط الأشجار. في جمهورية التشيك، يوجد أكثر من ستين ألف منزل محروم من الكهرباء، خاصة في الشمال- الشرقي. المياه في أكبر حوض تخزين في البلاد، روزمبيرك، في الجنوب، تجاوزت حدود الضفاف. ووفقا للخبراء، فإن هذه هي أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ تلك التي ضربت براغ ودريسدن وفيينا عام 2002. مناطق جنوب- غرب بولندا هي الأكثر تضررا من جراء الفيضانات، على الحدود مع جمهورية التشيك. وفي بعض المناطق، غطت المياه شوارع بأكملها. وفي بلدة نيسا الصغيرة، غمرت المياه مستشفى المنطقة، مما أدى إلى إخلائه بالكامل.
أما في رومانيا، فقد كانت المنطقة الشرقية هي الأكثر تضرراً. حيث غمرت المياه أكثر من ستة آلاف منزل. فرق عديدة من وزارة الداخلية موجودة في المناطق المتضررة، مزودة بمركبات تدخل، ومضخات عالية القدرة، لإخراج المياه والطين من المنازل التي غمرتها المياه. كما نصبت خيام لإيواء المنكوبين. وخلال الوقت، بدأ توزيع المساعدات. أما الحكومة في بوخارست فقد خصصت أول دعم مالي مباشر للسكان المتضررين.
رئيسة المفوضية الأوروبية/ أورسولا فون دير لاين، وجهت رسالة تضامن إلى المتضررين من جراء الفيضانات، وأعلنت أنهم سينتفعون بدعم مقدم من الاتحاد الأوروبي. وتيرة الفيضانات المصحوبة بأمطار غزيرة، من المتوقع أن تزداد في وسط وغرب أوروبا، في عالم يواجه ارتفاعا في درجات الحرارة يبلغ 1.5 درجة مئوية في المتوسط.