استعراض ملخص لأهم الأحداث الدولية في عام 2013
ركزت الإنسانية المنهكةً من الأزمة المالية العالمية في 2013 على تسوية النزاعات في الدول العربية، وعلى تعزيز الوحدة في التنوع على مستوى المنظمات القارية الكبرى. وكان عام التأكيد، في الانتخابات، لقيمة زعماء عالميين، ولكن في نفس الوقت عام فراق مؤلم لبعضهم
Valentin Țigău, 29.12.2013, 18:03
زاد الإتحاد الأوروبي زاد في عام 2013، عدد أعضائه إلى ثمانية و عشرين، بعد قبول كرواتيا، الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، خضعت لأكثر معايير العضوية تشدداً و صرامة على إمتداد مشروع إستمر عشر سنوات. التوسع المستمر، بدد المخاوف و الإنتقادات الأوروبية المشككة، مبرهناً على أنه ضروري لمواصلة التحولات في أوروبا الوسطى و الشرقية. التقويم الأوروبي يشمل، ضمن أمور أخرى، على المدى الطويل: جمهورية مولدوفا، و أوكرانيا، وجورجيا، البلدان القابعة في غرفة الإنتظار لتوقيع اتفاقيتي الشراكة والتجارة الحرة مع بروكسل. المشروع يبدو صعب التحقيق، لا سيما بالنسبة لأوكرانيا، الجمهورية السوفيتية السابقة التي تواجه منذ نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، احتجاجات شعبية واسعة النطاق، تولدت من جراء تشكك القادة السياسيين في كييف الذين يتأرجحون بين الشرق والغرب، الذين يميلون بالأحرى إلى البقاء في ظل موسكو. أوروبا متحدة مستقبلياً، تضم جمهورية مولدفا وأوكرانيا، قد تجد الحل، ضمنياً لمشكلة النزاع في إقليم ترانسنيستريا الانفصالي، المفاوضات المولدوفية — الروسية- الأوكرانية بخصوص وضعه القانوني، في عام 2013، لم تحرز أي تقدم.
أوسعُ نطاقاً و أكثرُ وحشيةَ من النزاعات المجمدة في أوروبا، بؤر الحروب في أفريقيا وآسيا، ركزت في عام 2013، طاقات دبلوماسية مستمرة لتسويتها. بعد اندلاع، منذ قرابة ثلاث سنوات، الحربِ الأهلية في سوريا، أصبح الرئيس السوري/ بشار الأسد من الشخصيات السلبية للربيع العربي. حيث و جهت لنظامه في شهر أغسطس/آب الماضي، تهمة شن هجوم كيماوي بالقرب من دمشق ، أسفر عن سقوط مئات القتلى. اتفاق روسي- أمريكي على تدمير الذخيرة الكيمياوية السورية بحلول منتصف عام 2014، أزال، في حالة قصوى، التهديد بضربة أميريكية. النزاع المسلح بين المعارضة والنظام في دمشق، أسفر حتى الآن، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، عن مقتل أكثر من مائة ألف من السوريين. وفي مصر، أطاح الجيش، بعد عام واحد فقط، من توليه للسلطة، بالإخواني/ مُحمد مُرسي، أول رئيس مصري منتخب ديمقراطياً. ومرت البلاد بموجة من قمع دامية أسفرت عن سقوط مئات القتلى، ومن المنتظر وضع دستور جديد لتعزيز الدور السياسي للجيش. مشاريع مماثلة لصياغة القوانين الأساسية للديمقراطية، شهدتها تونس واليمن، الدولتان العربيتان اللتان تظهر فيهما، بشكل كبير، نزعة انفصالية، ومطالب بحكم ذاتي، وإرهاب يحمل توقيع تنظيم القاعدة. وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، سجلت الدبلوماسية الدولية نجاحاً ملحوظاً، بإقناع إيرانَ بتوقيع اتفاق تاريخي مع القوى الكبرى بشأن تقليص برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الإقتصادية المفروضة على تلك الدولة.
عودة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية. المستوردة من الولايات المتحدة قبل ست سنوات، و التي كان لها تأثيرٌ مدمرٌ على العديد من الاقتصادات الأوروبية. حيث كانت اليونان إحدى الدول الأكثر تضرراً، و أثير إخراجها من منطقة اليورو، بقلق. وبفضل قروض ضخمة، و برنامج تقشف قاس، يُختتم العام، بعودة تدريجية لليونانيين، إلى صفوف البلدان الناشئة، على موجة خروج بلدان أخرى في إطار الإتحاد الأوروبي من الأزمة. كما أن جارة اليونان، قبرص، كانت هذا العام على حافة الإفلاس، وغير قادرة على سداد ديونها. حيث أصبحت الجزيرة المتوسطية أول بلد يفرض قواعد للتحكم برأس المال، لمنع انهيار قطاعها المصرفي، وللحصول على حزمة دعم مالي خارجي بقيمة عشرة مليارات يورو. ولا يمكننا إغلاق هذا الفصل دون الإشارة إلى الحل الوسطي الذي تم التوصل إليه بخصوص الميزانية التي اعتمدها الكونغرس الأميريكي في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أنهى ستة عشر يوماً من شلل الدولة الفدرالية، بالإضافة أيضا إلى قلق الأسواق المالية العالمية التي تعمل على مبدأ الأواني المستطرقة.
الأحداث هي نتيجة الطاقات البشرية التي تشكل المجتمعات بقيادة القادة. 2013 كان عام ولادة، و إعادة إنطلاقة، ولكن اختفاء بعض أهم القادة في العالم. أقوى رجل على وجه الأرض، باراك أوباما، أعيد انتخابه، و أدى اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، لفترة ولاية جديدة كرئيس للولايات المتحدة، محافظاً على زعامة البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى. في أوروبا، أعاد الألمانيون إختيار المحافظة/ أنغيلا ميركل، مجدداً لشغل منصبها، كمستشارة لألمانيا، مؤكدين على الاستقرار السياسي لأقوى بلد في أوروبا. رؤساء جدد، إبتداءً من 2013، حظيت بهم بلدان، من بينها إيران، حيث يشير انتخاب حسن روحاني إلى عودة الإصلاحيين إلى السلطة، بالإضافة إلى مصر وفنزويلا، أما هولندا و بلجيكا فأصبح لهما عاهلين جديدين. و في هذا العام أيضاً، فارقنا، بكثير من الحزن و الأسى، رئيسة الوزارء السابقة/مارغريت تاتشر، التي كانت “المرأة الحديدية” لبريطانيا و الزعيم الأفريقي/نيلسون مانديلا، أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. كما كان 2013 عام تغيير غير متوقعة في الفاتيكان، حيث أعلن البابا/ بنديكتوس السادس عشر انسحابه من كرسي البابوية، والذي يحتله الآن الأرجنتيني، البابا/ فرانسيس. شخصية الرائعة جعلت مجلة “تايم” تختاره “رجل العام”. في عالم متباعد بشكل متزايد عن الدين، تلاحظ المجلة أمريكية أن البابا الجديد قد غير النظرة إلى الكنيسة، واستحوذ على مخيلة الملايين من الناس الذين فقدوا آمالهم فيما يخص الكنيسة.