استعراض لأهم الأحداث الداخلية في 2014
للإطلاع على أهم الأحداث الداخلية خلال عام 2014 الرجاء النقر هنا
Newsroom, 05.01.2015, 19:20
رومانيا السياسيةً في 2014:
سياسيا، كان عام 2014، بشكل عام مثيراً، بالقدر الذي تختلح فيه السياسيين الرومانيين، إثارةٌ خاصة في كل عام انتخابي. في عام 2014 خرج من المشهد، بعد ثلاث سنوات من الحياة، التحالف السياسي الأكثر نجاحاً في حقبة ما بعد الشيوعية – كما وصفه المراقبون — الإتحاد الإشتراكي الليبرالي USL (من يسار وسط)، الذي كان مشكلاً من تحالف: الحزب الإشتراكي الديمقراطي PSD ، و الحزب الوطني الليبرالي PNL ، والحزب المحافظ PC والإتحاد الوطني لتقدم رومانيا UNPR، والذي، بنتائج لا مثيل لها في السنوات الخمس والعشرين الماضية، سحق المعارضين في الإنتخابات المحلية والتشريعية في عام 2012. وبعد انسحاب الحزب الوطني الليبرالي، الذي انتقل إلى مقاعد المعارضة، دخل في حاشية السلطة، الإتحاد الديمقراطي للمجريين في رومانيا UDMR. وعقب ثلاثة أشهر لاحقاً، في شهر مايو/أيار، جاء أول اختبار انتخابي في السنة — الإقتراع الأوروبي – الذي فاز به بشكل متوقع، الثلاثي المكون من الحزب الإشتراكي الديمقراطي، والحزب المحافظ، والإتحاد الوطني لتقدم رومانيا، حاصلاً على نصف المقاعد الإثنين والثلاثين، التي تحظها بها رومانيا في البرلمان الأوروبي، متبوعاً بفارق كبير، وبنتائج أقل بكثير من الأهداف المحددة، بحزبي المعارضة الرئيسييْن: الحزب الوطني الليبرالي PNL و والحزب الديمقراطي الليبرالي PDL (وكلاهما من يمين الوسط). كما تخطى العتبة الإنتخابية، المرشح المستقل، الممثل/ ميرتشيا دياكونو، والإتحاد الديمقراطي للمجريين في رومانيا UDMR وحزب الحركة الشعبية PMP (من يمين الوسط)، بهذا الترتيب. وسط خيبة الأمل التي أسفرت عنها النتائج، اتخذ زعيم الحزب الليبرالي كرين أنطونيسكو عدة قرارات، بالحظو بكل شيء أو بلا شيء، كان من بينها، بما في ذلك، استقالته الشخصية، والبدء في مفاوضات للاندماج مع الحزب الديمقراطي الليبرالي PDL. أما القرار الأخير، كان محاولة، ثبت في نهاية المطاف أنها كانت ناجحة، لإحياء تحالف العدل والحقيقة (DA)، الذي قاد الحزبين إلى السلطة في منتصف العقد الماضي. عقب ستة أشهر من المعارك السياسية، التي توجت بالحملة الانتخابية، التي تزامنت مع شهر أكتوبر/تشرين الأول، للفوز بالسباق الرئاسي، والإقتراع الذي نظم في جولتين، يومي 2 و 16 نوفمبر/تشرين الثاني، وحُسم بفوز بها المرشح الليبرالي/ كلاوس يوهانيس، الذي فاز، بشكل مفاجئ على خصمه المرشح المفضل، بشكل واضح، رئيس الوزراء/ فيكتور بونتا. سلسلة الأخطاء المتتابعة للسلطات في تنظيم الانتخابات في الشتات، كانت سبباً لسُخط الرأي العام، وموضوع تحقيق جنائي لمدعي مكافحة الفساد. تلى ذلك في شهر ديسمبر/ كانون الأول، تشكيل حكومة جديدة، الرابعة، بقيادة بونتا، وانتهاء فترة ولاية الرئيس السابق/ ترايان باسيسكو. وبعد عقد مثير للجدل العقد على الأرض، أكد ترايان باسيسكو أن رومانيا أصبحت الآن أكثر أماناً من أي وقت مضى، بل وحتى مورداً للأمن بالنسبة لبلدان أخرى في حلف شمال الاطلسي. وبدوره، عدد الرئيس الجديد/ كلاوس يوهانيس، أن من بين أولوياته: التعليم والصحة وإعادة بناء المؤسسات السياسية.
حول القضاء:
في عام 2014، بلغت الحرب ضد الفساد – المرض الذي يطحن الإدراة الرومانية – ذروتها في عهد ما بعد الشيوعية. الدائرة الوطنية لمكافحة الفساد (DNA)، المؤسسة التي تلعب دور الترياق، حافظت بخطى أكيدة على وتيرة ثابتة طوال السنة. بل حتى في الأسبوع الأول من العام، أدين رئيس الوزراء السابق، خلال الفترة بين 2000-2004، الاشتراكي الديمقراطي/ أدريان ناستاسيه، للمرة الثانية، وحكم عليه بالسجن أربع سنوات في مع التنفيذ، في ملف اتهم فيه بأنه قد طالب وتلقى منافع غير مستحقة. تبعت ذلك إدانة وزير النقل السابق، النائب الليبرالي/ريلو فينيكيو، بالسجن مع التنفيذ، كما حكم على وزيرين سابقين، هما وزير العدل السابق/ تودور كيواريو، والاتصالات/ زولت ناغي، بالسجن مع وقف التنفيذ. كما تلقى ثمانية أشخاص – من ذوي النفوذ في كرة القدم الرومانية — سماسرة وممولون وقادة أندية سابقون – ومن ضمنهم حتى اللاعب الدولي الشهير السابق/ غيورغيه بوبيسكو – أحكاماً بالسجن، بتهم الاحتيال وغسل الأموال والتهرب الضريبي. بينما لا يزال رئيس الجمهورية السابق/ ترايان باسيسكو، في وضع حرج، بسبب اعتقال شقيقه الأصغر، ميرتشيا باسيسكو، الذي كان قد تدخل لصالح مقترف جُنح شهير حتى يتلقي حُكماً أكثر تساهلاً. سلسلة الملفات تواصلت بتلقي دان فويكوليسكو، حكماً بالسجن لعشر سنوات، بتهمة غسل الأموال. رجل أعمال، وزعيم فعلي لتشكيلة سياسية في السلطة، الحزب المحافظ، ومتعاون مثبت سابق مع الشرطة السياسية السرية – الجهاز القمعي للنظام السابق — سبب فويكوليسكو أضراراً بنحو ستين مليون يورو، في صفقة عقارية كبرى، مخفية خلف مشروع خصخصة. ثم ظهر بعد ذلك، الملف الذي أصبح يعرف بفضيحة مايكروسوفت، ربما أكبر قضية فساد في السنوات الخمس والعشرين الماضية. حيث يتم التحقيق فيها، مع مشتبه بهم من بينهم، تسعة وزراء سابقين ورجال أعمال متهمين بتورطهم في توقيع بضعة عقود احتيالية لتراخيص برامج تكنولوجيا معلوماتية، كان من بين المنتفعين بها نظام التعليم. وفي ملف آخر صعب، تقدر فيه الأضرار بحوالي ثلاثمائة مليون يورو، يتم التحقق من استردادت غير شرعية للغابات. المشروعة. ومن بين المشتبه بهم سياسيون من ذوي النفوذ وقضاة. وفي آخر ملف كبير للعام، قبض على رئيسة الجهاز المعني بمكافحة المافيا – الدائرة الوطنية لتحري جنح الجريمة المنظمة والإرهاب/ألينا بيكا، لإساءة استخدام منصبها. متهمة بأنها في عام 2011، عندما كانت وكيلة لوزارة العدل وعضوة في لجنة معنية باسترداد الأراضي، كانت قد يسيرت دفع تعويضات مبالغ فيها لأراض موجودة على أطراف العاصمة.
تدابير اتخذتها الحكومة وقوانين تبناها البرلمان:
لم تكن قليلة في 2014 التدابير الضريبية التي اتخذتها السلطة التنفيذية في بوخارست. ومن بينها: تقليص المساهمة في صناديق الضمانات الاجتماعية بخمس نسب مئوية للمُوظِفين، وإدخال مُكوس إضافية بقيمة سبعة سنتات من اليورو لكل لتر من الوقود، والعفو الضريبي لعدد من المتقاعدين والأمهات وموظفي الدولة. وبالمثل، قررت الحكومة كذلك، تقليص بعض الرسوم، وإلغاء الضرائب عن الربح الذي يعاد استثماره. وفي عام 2014 أيضاً، عرضت الخطة العامة الكبرى للنقل والاستراتيجية الوطنية للطاقة، ودخلت حيز التنفيذ حزمة جديدة من الخدمات الصحية. وبالمقابل، صادق البرلمان، في جملة أمور،على قانون الطاقة الكهربائية، و آخر للغاز الطبيعي، يؤجل حتى عام 2021 تحرير سعر الغاز، و على صيغة أخرى لقانون التربية، على قانون جنائي جديد.
بعد 25 عاماً:
في عام 2014 مضت خمسة وعشرون عاماً على انهيار النظام الشيوعي، اللحظة التي كانت حاسمة لتاريخ رومانيا الحديث. وإحياء لذكرى ألف ساذج جميل – كما أُطلق عليهم، في الأيام الأولى، من وجود صحافة حرة – ضحايا ديسمبر/كانون الأول من عام 1989 – نظمت عدة مراسم. أحداث شهر ديسمبر/ كانون الأول آنذاك، اندلعت في تيميشوارا، مدينة كبرى متعددة الثقافات في غرب رومانيا، وانتشرت بسرعة إلى جميع أنحاء البلاد، الإحتجاجات المناهضة للشيوعية بلغت ذروتها في 25 من نفس الشهر، بتنفيذ حكم الإعدام ضد الزوجين: نيكولايه وإيلينا تشاوشيسكو، عقب محاكمة يعتبرها كثيرون بأنها كانت مختزلة. في ربع القرن الذي اجتازته منذ ذلك الحين، أعادت رومانيا اكتشاف توجهها الغربي، وخاصة بالتزامن مع إنضمانها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عام 2004، والاتحاد الأوروبي في عام 2007. ومع ذلك، فإن خمسة وعشرين عاماً لم تكن كافية لاستكمال ما يسمى بملف الثورة، كمحاولة طبيعية للتعرف على المذنبين و معرفة الحقيقة التاريخية.
عام جديد آخر جيد لسيمونا هاليب:
إحدى أفضل الرياضيين الرومانيين، لاعبة التنس/ سيمونا هاليب، التي وصلت في عام 2014 إلى المركز الثاني في التصنيف العالمي، أثبتت أن النتائج التي حصلت عليها في العام السابق لم تكن بمحض الصدفة. في عام 2014، فازت هاليب بجولتي الدوحة وبوخارست، ولعبت المباراة النهائية في جولة البطلات، وفي رولان غارو، ومدريد، أما في ويمبلدون وانديان ويلز، فتوقفت في المباراة قبل النهائية. وأنهت الموسم في المركز الثالث بعد الأميريكية/ سيرينا وليامز، والروسية/ ماريا شارابوفا.