أهم الأحداث الخارجية في عام 2016
هجمات إرهابية دموية، ومحاولة انقلابية، وقرار بريطاني بمغادرة الكتلة الأوروبية، وانتصار دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية – ليست بعض الأحداث الرئيسية في عام 2016، والتي ستبقى مسجلة في التاريخ
România Internațional, 31.12.2016, 19:43
موجة هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم في عام 2016:
واصل الإرهاب كونه موضوعاً رئيسياً في جميع أنحاء العالم، في 2016 أيضاً، العام الذي تخلله رقم قياسي لعدد الهجمات الإرهابية التي نفذت أو أحبطت في دول الاتحاد الأوروبي، من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أعلنت جماعة الدولة الإسلامية المزعومة أو المنظمات التابعة لها، مسؤوليتها عنها. الجماعة الإرهابية، كانت قد حذرت ابتداءً من الربيع، بأنها ستجاهم جميع الدول التي تشارك في تحالف مكافحة الإرهاب المتورط في تنفيذ عمليات في سوريا والعراق. التهديدات وضعت قيد التنفيذ في وقت قصير. ففي شهر مارس/ آذار، كانت بروكسل مسرحاً لثلاث هجمات انتحارية منسقة، استهدفت مطار المدينة ومحطة لقطار الأنفاق (المترو) بالقرب من مقر الاتحاد الأوروبي. الهجوم خلف إثنين وثلاثين قتيلاً، وثلاثمائة وأربعين جريحاً، وكان الأكثر دموية في تاريخ هذا البلد، في مجزرة، أعلنت مسؤوليتها عنها جماعة الدول الإسلامية المزعومة. وفي نهاية شهر يونيو/ حزيران، استهدف هجوم انتحاري ثلاثي آخر مطار آتاتورك الدولي في اسطنبول. أما حصيلة الهجوم فكانت ثمانية وأربعين قتيلا وأكثر من مائتين وثلاثين جريحاً. تبعت ذلك هجمات دامية في فرنسا وألمانيا. الإرهابيون شنوا هجوماً، حتى في يوم فرنسا الوطني، 14 يوليو/ تموز، عندما اصطدمت شاحنة بالحشود المتواجدة لمشاهدة عرض الألعاب النارية في شارع رئيسي في مدينة نيس، مما أسفر عن مقتل ستة وثمانين شخصاً، من بينهم أطفال، بينما أصيب أكثر من 400 بجروح. آخر حادث إرهابي كبير في أوروبا، وقع في 19 ديسمبر/ كانون الأول، عندما قُتل إثنا عشر شخصاً على الأقل، وأصيب ثمانيةٌ وأربعون آخرون في هجوم نفذ بشاحنة اقتحمت سوقاً مكرساً لعيد الميلاد في برلين، أعلنت الشبكة الإرهاربية للدولة الإسلامية المزعومة مسؤوليتها عنه.
محاولة انقلاب في تركيا:
في 15 يوليو/ تموز، حدثت محاولة انقلاب فاشلة في تركيا، كانت منظمة من قبل فصيل من الجيش. حركة التمرد، هُزمت من قبل القوات الموالية للرئيس/ رجب طيب إردوغان، ولكن في اشتباكات الشوارع التي وقعت في اسطنبول وأنقرة، قتل حوالي ثلاثمائة شخص، وأصيب أكثر من ألفين. وبعد محاولة الإنقلاب الفاشلة على الدولة، أطلق أنصار إردوغان حملة ضد خصمه السياسي، رجل الدين، والمفكر الإسلامي/ فتح الله غولين، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي اتُهم بتنظيم محاولة الإنقلاب، إلا أنه نفى أي تورط له، واتهم إردوغان باستغلال هذه المؤامرة كذريعة لترسيخ سلطته. تبعت ذلك، حملة تطهير موسعة، عشرات الآلاف من الأشخاص، من بينهم: عسكريون وشرطة وقضاة، وموظفون في الخدمة المدنية وأساتذة جامعيون، ألقي القبض عليهم، أو علقوا من مناصبهم. وبالإضافة إلى ذلك، أغلقت عدة شركات لوسائل الإعلام.
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي:
في نهاية حملة ركزت على حقوق المهاجرين من داخل المجال ألأوروبي، صوت البريطانيون من أجل مغادرة الاتحاد الأوروبي، في استفتاء عام نظم في شهر يونيو/ حزيران. خيارهم، وضع تحت إشارة الإستفهام جدوى وصلاحية المشروع الأوروبي. وعقب هذه النتيجة، استقال رئيس الوزراء المحافظ/ ديفيد كاميرون، أما منصبه، فقد شغلته تيريزا ماي. نتيجة الاستفتاء، وضعت الاتحاد الأوروبي، أمام وضع غير مسبوق، يتوجب فيه على صانعي القرار في بروكسل، وعلى كل زعيم أوروبي، التعرف على أساليب لإدارته. لندن أعلنت أنها ستبدأ في ربيع عام 2017، الإجراءات القانونية للإنفصال عن الكتلة الأوروبية. أما المفاوضات، فقد تستغرق نحو عامين.
انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة:
في الولايات المتحدة، فاز الجمهوري/ دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية في نهاية حملة انتخابية، طغت عليها الخلافات والفضائح والشتائم والهجمات الشخصية. فوز الملياردير الأميركي غريب الأطوار، كان غير متوقع بالنسبة للكثيرين، أما منافسته الديمقراطية/ هيلاري كلينتون، فقد كانت تحظى حتى آخر لحظة، بفرص كبيرة للفوز. المحللون يؤكدون أن الفترة الانتقالية نحو البيت الأبيض، قد عادلت تقريباً الإضطرابات خلال الحملة الإنتخابية الرئاسية. ترامب سيتولى رئاسة الولايات المتحدة الأميريكية في 20 يناير/ كانون الثاني.
راحلون كبار في 2016:
ودع العالم عام 2016 سلسلة من المشاهير وكبار شخصيات العالم في مختلف المجالات. ومن بين الذين رحلوا: الملاكم الأميركي الأسطوري/ محمد علي، الذي يعتبر أفضل ملاكم على مر العصور، والقائد والمدرب السابق لمنتخب هولندا لكرة القدم/ يوهان كرويف، الفائز ثلاث مرات بالكرة الذهبية. وفي هذا العام أيضاً، تُوفي والد الثورة الكوبية، والزعيم الأسطوري/ فيدل كاسترو، الذي سيطر على البلاد بقبضة من حديد قرابة خمسة عقود. معروف بأسلوبه الهجومي، وخطاباته التي لا تنتهي، وكذلك بحلته العسكرية الخضراء الزيتونية اللون، وبسيجاره الغليظ، ولحيته الشهيرة، كان كاسترو رمزاً للكفاح ضد الإمبريالية الأمريكية. أنصاره ومؤيدوه، يصفونه بأنه الرجل الذي أعاد كوبا إلى مواطنيها، بينما يتهمه منتقدوه، بانتهاج وممارسة القمع الوحشي ضد المعارضة. كما أضحى عالم السينما أفقر في عام 2016، بعد وفاة الممثل الإيطالي/ باد سبنسر، والبريطاني/ آلان ريكمان، الذي اشتهر بدور الأستاذ/ سيفروس سنايب في سلسلة هاري بوتر، بالإضافة إلى الممثلة الشهيرة من حقبة هوليوود الذهبية/ ديبي رينولدز، المعروفة خصوصاً، بفضل أداء دورها في الفيلم الكوميدي الموسيقي Singing in the rainٍ أي الغناء تحت المطر، وابنتها، كاري فيشر، الشهيرة بالأميرة ليا، المعروفة من سلسلة حرب النجوم. أما الأكثرَ تضررا، في عام 2016، فكانت صناعة الموسيقى، التي فقدت واحدا تلو الآخر، من الفنانين المحبوبين الأكثر شهرة مثل: ديفيد بوي، وليونارد كوهين، والمطرب الشهير باسم برينس، وأخيراً جورج مايكل. وفي نهاية العام، هز خبر آخر حزين هذا العالم، إثر وفاة ستين عضواً من الجوقة الموسيقية الشهيرة للجيش الأحمر الروسي، بعدما سقطت الطائرة التي كانت تقلهم وتحطمت في البحر الأسود.